اقتباس (2): أسرار صغيرة


أسرار صغيرة

 

الكتاب: أسرار صغيرة
النوع: رواية
عدد الصفحات: 268
التقيّيم: 3.58
الآراء والأفكار: GoodReads

 

إنه ليس من السهل أن تجد ذلك الكاتب الذي يطابقُ لحد عميق جدًا ما تشعر به وما تكونه في عُمق. إذ أنّي بينما كنت أقرأ أسرار صغيرة، كنت وكأني أقرأ نفسي بشكل عميق من غير أي شوائب خارجية تشوبني. وما كنت لأصدق أني أقرأ كتابًا ما، لكاتبٍ آخر لستُ أكونه أنا.
لم يسعني أن أتجاهل العمق الذي جعلتني ريتا خوري أن أصل إليه في نفسي بينما كنت أقرأ لها أسرار صغيرة. لم أستطع تجاهل الأمر حين واجهتُ نفسي من غير أي شيء يفصل بيننا. بصفاءٍ ونقاء، وجدتني أمام نفسي بعمق شديد ولربما هذه كانت المرة الأولى التي أصل إليّ بهذا العمق والصفاء. وفي كل مرة أغوص فيها عميقاً في قراءة أسرار صغيرة، كانت تزداد لي الرغبة في رفع السماعة ومهاتفة ريتا خوري لأخبرها بأن تزودنا مجددًا بكتابٍ آخر تضعنا به في مواجهة مع ذواتنا بهذا النحو الصافي النقي الشفاف.

أسرار صغيرة، كتابٌ مختلف تماماً عن كل ما سبق لي قراءته من الكتب. مختلفٌ تماماً في كل شيء وفي قيمته بالنسبة إليّ كذلك. ولن أتردد مجددًا في قراءته في وقت لاحق أحتاج فيه لمواجهة نفسي بهذا العمق من جديد.
بالرغم من أن أسرار صغيرة، كانت حياة ريتا خوري الخاصة بها. إلّا أن هذا الكتاب كان موجهًا بشكل خاص لكل من يقرأه، على انفراد. فليس من السهل أن يكتب أي كاتبٍ حياته، أو سيرة حياته الذاتية دون أن يشعر القارئ وكأنما يقرأ لشخص آخر لا يعني له سوى أنه كاتبٌ وهو قارؤه. بيّد أن ريتا خوري في أسرار صغيرة، كانت قد كتبت لنا وكأنها تكتب حياة قُرّائها بحد ذاتهم كلٌ على حدة، لا حياةً هي قد عاشته بنفسها.
لن أوصي أحدًا بقراءة أسرار صغيرة، لأنني أشعر بغيرة شديدة في فعل ذلك. أود أن أحتفظ بهذا الكتاب وكأنما هو خاصٌ بي. كأنما ريتا خوري كتبته خصيصًا لي أنا. لهذا، سوف لن أوصي أحدًا، أيًا يكون، بقراءة أسرار صغيرة. لأن هذه الأسرار خاصة بيّ أنا، قارئة ريتا خوري.

اقتباسات:

أخبرتها عن العصفور الذي ولد في القفص وقررت إطلاق سراحه ذات يوم ليستعيد حريته، أية حرية؟ فهو لم يعرف طعمها يومًا، وبالتالي لن يعرف كيف يدبر أموره بسهولة في فضاء الصقور الواسع، أخبرتها أنني أطلقته في الصباح لأجده عند باب القفص مساءًا.

لا شيء خارجنا مخيف، بل إن الخوف يأتي من داخلنا فقط.

مسكينة هذه القدم، نُحمّلها ثقل أوزاننا طوال اليوم ولا نمن عليها بنظرة.

أصعق كلما فكرت في كمّ الأشياء التي لا أعرفها في هذا العالم.

يسعدني دائماً الشعور الوهمي بأن الأشياء لا تنتهي.

إنها المرة الأولى. لا تنتهي المرات الأولى إلا بانتهاء الحياة.

إذا أشعرنا عدونا بخوفنا، فسينتصر علينا حتماً.

الأطفال لا يكذبون في عواطفهم، لا يعرفون معنى أعطني لأعطيك، هم يحبون أو يكرهون.

سؤال يقض مضجعنا منذ فترة: انفصال أو مسافة حقيقية؟ ما الفرق؟ أليست المسافة بداية الانفصال؟

من قال إننا نرث فقط الجينات “الفسيولوجية” من أهلنا؟ لا بد من وجود جينات سيكولوجية تنتقل بدورها إلينا.

إنني كنت أعرف دائماً كيف أعطي ولا آخذ؛ لأنني أظن أنني لا أستحق أن آخذ!

إنني لا أعرف كيف أتقبل المديح وأعتبره نوعاً من المجاملة!

إنني أعمل، منذ سن السابعة عشر، وأعول نفسي، ولم أسمح يومًا لرجلٍ بالإنفاق عليَّ!

تعد زيارة المحلل النفسي في الغرب ضربًا من ضروب الترف، بينما لا تزال النظرة إليه في هذا العالم المتخلف مشوبة بالحذر.

ونسيت كيف تمشي بظهرٍ مستقيم. أيهما أهمُّ؟ الخطوة أم الطريق؟

لا ألقي باللوم على أحد، لأنني المسؤولة الوحيدة عن اقتحام الآخرين لأغراضي.

صحيح أنه ليس بوسع المرء الحصول على كل شيء، لكن يبقى بوسعه نسف كل شيء.

الثمن النفسي باهظ من دون شك، لكن لا بد من دفعه.

بماذا يشعر الإنسان الذي ترفضه أمه؟ هل تتشابه ردات فعل من عاشوا تجربة كهذه؟

أين تودين العيش؟
-الآن ستعذرون وقاحتي في الإجابة، لكنني منذ أيام كنت أقول لنفسي إنني أود العيش في جزيرة للعراة، لأتجنب همّ السؤال الصباحي اليومي الأزلي: امممممم ماذا سأرتدي اليوم؟

ما هي قمة التعاسة؟
-ألا نقبل فكرة التعاسة كجزء أساسي من دوامة الحياة.

إن الإنسان يولد وتولد معه المخاوف وتكبر وترافقه إلى القبر.

عجيب أن تغوص في أعماق عواطف الآخرين. والأعجب من هذا، أن تشعر بعواطفهم وكأنما هي عواطفك.

 

أضف تعليق