أفضلُ الروايات في العالم، وعلى مرّ السنون.


وصلني اليوم تنبيهٍ يقول بأنّي قد قرأت روايتيّن من قائمة أفضل مائة رواية على مر السنين، وبأنّي أضفتُ أربعة عشرة منها في قائمة ما سأقرأهُ لاحقًا.

عدلتُ في جلستي، تساءل: أحقًا قرأت من قائمة أفضل الروايات في العالم روايتان؟ ودون أن أعلم بأن هاتين الروايتين ضمن تلك القائمة حين كنتُ مستغرقة في قراءتهما؟

عجيبُ أمر هذا التنبيه!

أخرجتُ جهاز الحاسوب خاصّتي، وبحثتُ في قائمة ما أتممتُ قراءته في حسابي، أبحثُ عن الروايتين اللّتين كانتا ضمن قائمة أفضل الروايات على الإطلاق. وعلى مهلٍ وقفتُ امضي إلى مكتبتي، أبحثُ من بين الكتب. أبحثُ، نبشتُ بين أسماء الكتب، الروايات منها والقصصِ. الفن فيها أيضًا والفلسفة. بين أنقاض الجرائد والصحفِ. أبحثُ وأنفضُ الغبار حتى بلغتُ ألمسُ السجاد في الأرضية وما وجدتُ روايتين مما رأيت أثناء بحثي، من الممكن أن تكونا ضمن قائمة أفضل الروايات في العالم على الإطلاق.

أعتقدُ بأنه ثمةَ لبس ما!

عدتُ إلى مقعدي، أعدتُ جهاز الحاسوب إلى محجري، وبدأتُ أتصيّد من بين أسماء الروايات في قائمة أفضل الروايات على مر السنين، تلك اللّتين كانتا ضمن قائمة ما قرأته لأتأكد أن التنبيه لم يأتي إليّ عبثًا بالخطأ.

وجدتهما، بعد البحث السريع وجدتهما. تلك الرويتين اللّتين قد قرأتهما في وقتٍ مضى ودون علمٍ مني بأنهما من ضمن قائمة أفضل مائة رواية على مر السنين.

 

رواية “الناقوس الزجاجيّ” للكاتبة سيلفا بلاث؛ والتي تقع في المرتبة السابعة والستين من قائمة أفضل الروايات في العالم على الإطلاق.

ترصّد هذه الرواية حياة فتاة أمريكية في ريعان الشباب وهي على شفا انهيار عصبيّ. تبدو الصورة مغرفة في المأساة والمفارقة إذ لا شيء في حياة “إيستر غرينوود”، بطلة الرواية، والتي هي في الوقت ذاته تجسيدٌ للكاتبة في أحد مراحل حياتها؛ تُشير إلى هذا المصير المأساوي. فبعد فوزها في منافسة المجلة “موضة”، تذهب إيسر إلى نيويورك لتتعرف على مظاهر الحياة الأمريكية. لكنها حينما تعود إلى بلدتها تعود وقد تهشم ما بداخلِها كلهُ مما يؤدي بها إلى السقوط في حالة اكتئاب ومن ثم انهيارٍ عصبيّ.[1]

لا أدري إن كانت هذه الرواية تُصنف ضمن الأدب الأمريكي. أتراها؟

على أية حال، اقتنيتُ هذه الرواية رغبة مني في معرفة هذه الحالة التي مرت بها الكاتبة، وكيف تخطتهُ. اقتنيتُه لأعلم كيف يكون الانتحار والنجاة من ارتكاب حماقة كتلك؛ رغبة في أن يُرشدني أحدٌ ما لطريق كنت أبغيه. بيد أنّي ما وجدتُ فيه سوى ثرثرة، والكثير من الثرثرة.

لا أنكر أن الكاتبة وصفتْ بعضًا مما ألمّ بها بشكل جيد، وتمكنتْ من أن تُصور للقارئ شيئًا من المشاعر التي انتابتها حين كانت تخبُر تلك التجربة؛ إلّا أنه كان من الممكن الاستغناء عن الكثير من الثرثرة في هذه الرواية.

حملتُ نفسي على استكمال قراءَتها مرارًا علني ألمسُ ما يشفعُ كل هذا الضجر في نهاية الرواية، فمنذ بدأت فيها، وأنا لا أشعر سوى بالضجر الخانق. حتى أنّي في موضع الألم الشديد الّذي كانت تتحدثُ عنه “بلاث سيلفيا” في روايتها، أجد في نبرتها شيئًا من السخرية والهُزءْ! ورغم كل هذا، ما وجدتُ في نهاية الرواية ما يشفع لكل ذاك الضجر.

لا بأس. وفي كل الأحوال، ليس ثمة خسارة في قراءة كتاب. وسوف لن أوصي قراءتها لأحد قط.

 

رواية “شيفرة دافينشي”، للكاتب دان براون، والتي تقع في المرتبة الخامسة عشر في قائمة أفضل الروايات في العالم على مر السنين.

بحث البروفيسور لانغدون أستاذ علم الرموز الدينية في جامعة هارفرد عن سرّ الرسالة التي تركها جد صوفي خلف لوحة ليوناردو دافنشي “مادونا أوف ذا روكس” والتي كانت حلقة أخرى تضاف إلى سلسلة من الرموز المرتبطة ببعضها البعض، حيث كان جد صوفي “سونيير” ذا ولع شديد بالجانب الغامض والعبثي لليوناردو دافنشي. وفي الوقت ذاته كان اهتمام البروفيسور “لانغدون” وولعه شديداً بالرموز الدينية وبفكها، فكتبه حول الرسومات الدينية وعلم الرموز جعلت منه معارضاً مشهوراً في عالم الفن حتى غدا حضوره قوياً وشهرته واسعة وخاصة بعد تورطه في حادثة في الفاتيكان، تلك الحادثة أخذت أبعاداً إعلانية إلى درجة جعلت أهل الفن مهتمين به إلى أبعد الحدود. ينطلق لانغدون وصوفي في رحلة بحثية تمر في شوارع روما متوقفة عند كاتدرائياتها مروراً إلى باريس متوقفة عند متحف اللوفر في رحلة مشوقة لمعرفة سر رسالة جد صوفي والتي فتحت آفاقاً إلى اكتشاف سر الفارس المخلد في قصيدة دونت ضمن تلك الرسالة وذلك ضمن أجواء بوليسية شيقة.

ومما تجدر الإشارة إليه أخيراً هو أن هذه الرواية قد ترجمت إلى أكثر من 50 لغة وطبع منها أكثر من 8 ملايين نسخة وهذا ما يؤكد قول “نيلسون دي ميل”: “إن دان براون هو واحد من أفضل وأذكى وأكثر الكتاب براعة في البلاد. وشيفرة دافنتشي تتجاوز بتصنيفها الرواية البوليسية المثيرة بمراحل عديدة، إنها بحق عبقرية محضة”. [2]

 

سمعتٌ عن هذه الرواية الكثير المحفز لقراءتها. إنها رواية مشوقة، ممتعة، عظيمة، ولابد من قراءتها؛ وغير هذا من كلمات الإطراء التي في كل مرة تزيد في ترددي لقراءتها مقدارًا. غير أنّي قررتُ أن أقرأها بعدما قرأت روايات عربية مشابهة لها، وبالكلمة الحقيقة، منسوخة تماماً منها لحد كبير. وحين أتممت قراءتها، قلت في نفسي: “حقاً، كان يتوجب عليّ أن ألبيّ الصوت في داخلي وألّا أقرأها” وليتني فعلت.

شفيرة دافنتشي، وددتُ لو أن أقيمها بـِ أربع نجمات من خمس لا ثلاثٌ وحسب. بيّد أنها ليست رواية أدبية بقدر ما هي مادة علمية، وثائقية، ثقافية بحتة، ربما.

خلافًا لكل هذا، ما يستحق الإشادة إليه في هذه الرواية، كيف تمكن الكاتب من خلق الفكرة برمتها، وربطها بشكل ملموس في الواقع الذي نحن فيه. وكأنه ثمة بينه وبين ” ليوناردو دافنشي” الأسرار التي حان وقت الإفصاح عنها والّذي أتمّ ذلك في هذه الرواية.

في حقيقة الأمر، كل هذا لا يدعوني أبدًا لأن أمنح فرصة التوصية على قراءتها لأيّ أحد، فهي بالنسبة لي ليست رواية تقرأ كأدبٍ ورواية. وإنّما سيكون قراءتها ممتعًا وذي إفادة من منطلق التثقف في مجال الدين المسيحي، وجماعة الأخوية المنظمة.   

لا أوصي اطلاقًا بقراءتها كأدبٍ وإنما كمادة علمية بحتة تماماً أو ثقافية ربما.

 

ما دعاني لكتابة كل هذه الثرثرة. السؤال القابع في عقلي منذ أن انتهيت من قراءة رواية شيفرة دافنشي، وأيضًا الانتهاء قبل أيامٍ من قراءة رواية الناقوس الزجاجيّ، تساءلت، ما هي أفضل الروايات في العالم على الإطلاق؟

كلا، كلا أبدًا. لم يكن هذا سببٌ لكتابة كل هذا، إنما حين وصلني التنبيه بأن قائمتي من الكتب التي سأقرأها تحتوي على أربعة عشر كتابٍ تقع في مراتب مختلقة ضمن قائمة أفضل الروايات على مر السنين، هتفتُ بصوتٍ عاليّ: يا إلهي. ألم أقرأ منها بعدُ شيئًا؟

 ما أضحكني، أن قائمة الكتب التي قرأتها، تحوي على كتابين من تلك القائمة، أعني قائمة أفضل الروايات على الإطلاق. وهذيّن الكتابيّن، كانا ضمنَ قائمة أسوء الكتبُ التي قرأتها حتى هذه اللحظة! علمًا بأني قد قرأتُ ما يتجاوز المائتيّ كتاب.

ترى كم ينبغي عليّ أن أقرأ من قائمة أفضل الروايات على الإطلاق لأقول بأن تلك القائمة لا تعدُ صحيحة؟ خمس رواياتٍ أخرى؟ عشر؟ احدى وثلاثون؟ كُلِها؟

ثم إن التساؤُل الحقيقة هو: تحت أيّ ظرفٍ، أو تحت أيّ معيارٍ، انتسبتْ هذه الروايات لقائمة أفضل الروايات على مر السنين؟ وهل حقًا الروايات التي تندرج في القائمة ليس من المنطلق أن تزاح عنه وإن مرّ عليها من العمر آلاف الحضارات والثقافات على مر السنين؟

 

دعوكم من هذه الثرثرة، وأريحُوا رؤوسكم من محاولة تحليل فكرة تضمين رواياتٍ في قائمة أفضل الروايات في العالم على مر السنين. وانتقُوا من القائمة ما يلائِم ذائقتَكم. وبقراءَتها فلتستمتعوا.

 

قائمة أفضل الروايات في العالم، وعلى مر السنين:[3]

المرتبة الأولى: مباريات الجوع، للكاتبة سوزان كولنز.

المرتبة الثانية: هارى بوتر وجماعة العنقاء للكاتبة ج. ك. رولينج.

المرتبة الثالثة: أن تقتل طائرا بريئًا للكاتبة هاربر لي.

المرتبة الرابعة: غرور وتعصب للكاتبة جاني أوستِن.

المرتبة الخامسة: الشفق للكاتبة استِفيني ميير.

المرتبة السادسة: سجلات نارنيا للكاتب س. ج. لويس.

المرتبة السابعة: ذهب مع الريح للكاتبة مارغريت ميتشِل.

المرتبة الثامنة: مزرعة الحيوانات للكاتب جورج أورويل.

المرتبة التاسعة: سارقُ الكتاب للكاتب ماركوز زوزاك.

المرتبة العاشرة: شجرة العطاء للكاتب شيل سيلفرستاين.

يمكنكُم متابعة استكشاف أفضل مائة رواية في العالم على الإطلاق من خلال الانتقال إلى الصفحة المخصصة لها، بالضغطِ هنا.

مهلًا، قبل أن تقفلوا المتصفح. ألا تجدونَه مثيرًا للدراسة كون أن الخمس الروايات الأولى التي تعتَلي قائمة أفضل الروايات في العالم كتّابها إناث؟! حقًا مثير للاهتمام.

 

 

——————-

المصَادر:

[1]: رواية الناقوس الزجاجيّ، بتصرف.

[2]: الفكرة والآراء في موقع GoodReads، بتصرف.

[3]: قائمة أفضل الروايات في العالم وعلى مر السنين، بتصرف.

أضف تعليق