كما يُقال لي : إرهاصة .


أليس من الندّرة أن تلتقي بصديقٍ ومصادفة كهذه الصديقة؟ أتساءَل الآن بعدما باحت بما في نفسها عنّي علنًا، كيف سأتمكن من الاحتفاظ بصداقتنا قدر ما أستطيع؟ وأنا التي كنت أفكر قبل بوحها هذا كيف يمكنني الاطالة بعمر صداقتنا قدر ما أستطيع قبل أن تموت من غير أن تكتمل! هذه الصداقة التي كنت أظن بأنها كأي علاقة صداقة عابرة، لم تصادفني قطُ بعد. إلى أن تجلى لي بعدما توغلت فيها مدى العمق الَّذي نحن فيه/عليه.
عمق؟ أي عمق هذا ونحن بتْنا لا نكاد نُفرق بين بعضينا. بين صوتينا، وأمنياتنا. بين حديثنا وحزنينا. بين قلبينا وضحكتينا. بين حضورنا وغيابنا. نطيرًا معًا ونعدو سويةً في المدى ننادي أسبقتِني أم بعدُكِ لم تصلي بي.

إرهـَاصة.

لك وجه واحد لكنه مطبوع بأشكال مختلفة لدى الآخرين
البعض يرى منك فطنتك و ذكائك و البعض يرى فيك الطفل المدلل و البعض يحب مزاحك و الحديث معك
و البعض لا تعجبه بأي شكل .. و البعض لا يعجبه منك إلا الشكل .
قلّما تجد شخصاً يراك بكل ماتخلقه  من انطباعات ثم يُحبك بها كلها ..
و لقد كنت أعتقد استحالة هذا المعتقد سابقاً , و لطالما نقبّت من بين الناس الذين أصادفهم عن صديق يحبني هكذا
و لإنني لم أجدها حتى عامي السادس و العشرون هذا
كنت كتومة حول أفكاري ومشاعري وماكان يثير الآخرين من قلق ضدي أو قلق عليّ إنما كان مجرد رأي أولي قررت فيه تحرير عقلي من أي قيد يمنعه عن التفكير بكافة الطرق .. وكم هذا بدائي ..
لقد التقينا كما يُقال مصادفة , و لكم هو غريب انطباعي الأول حتى شعرت يوماً بالرغبة في الحديث مع شخص لا أعرفه …

وما إن تحدثنا وجدتني…

View original post 198 كلمة أخرى

أضف تعليق