حياة سعيدة


بدايةً، أنا سعيدة للغاية بينما أكتب الآن. و لولا هذه السعادة التي تغمرني ما كنتُ لأدون. إذ أنّي أردتُ فعل هذا، كيّ أعود إليه في وقتٍ آخر تنتابني فيها مشاعرٌ سيئة، و أغطُ في حال سيء.

كنتُ في الآونة الأخيرة ألقّنُ السعادة و أدرّسُ كيفية الابتهاج. و ما كنتُ على كل هذا سوى ساخرة.
كانت فترة اكتئابٍ طويلة تلك التي أمرُ بها و أعيشها؛ و لا ضير في ذلك. فالحياة في تقلبات إلى آخر الدّهر، إنما الضير في أن لا نقف على أقدامنا ما دُمنا نقتدر إلى ذلك سبيلًا. مهما كانت الرياح عاتية، و مهما كانت تحمل الرياح من قوةٍ و صرامة؛ و كيفما علينا تهُب. ينبغي علينا الوقوف في كل سقطة، مهما تطلب ذلك الأمر من وقت.

كنتُ أعجب من أمرهم، أولئك الذي يلقنونني السعادة. و الأعجبُ، أن اليوم الذي انتابني فيه شعور السعادة بعد وقتٍ طويل، وصلتُ بالقراءة إلى موضوعٍ يتحدثُ عن السعادة؛ و في الوقت الذي كنتُ أقرأ فيه كتاب “خوارق اللاشعور” للدكتور علي الوردي.

ما لكم و كل هذه الثرثرة. إنما من المنعشِ أن يتحدث المرء و إن لم يكُن يصغي إليه أحدٌ على الإطلاق.

على سيرة الحديث و التحدث، يحضرني الآن في رأسي فقرة كنتُ قد قرأتُها في وقتٍ سابق. و لا أذكر في أي كتابٍ كانت، أعتقد بأنها كانت في كتاب “فن العدوان: الانفعالات والطاقات: تقييدها والسيطرة عليها” إن لم تخني الذاكرة، من ترجمة نوال الحنبلي للكاتبين روبرت ليه و بيتر غروبر. يقول الكاتب فيها: “انتبه يا صاحبي لِما تقوله على الدوام، و إن لم يكن يستمع إليك أحد؛ فأنت في كل حديث تستمعُ إليك“. وهذا صحيحٌ فعلًا. و إنما هو مربكٌ ما إن تفكرت فيه. فحين تكون تستمعُ إليك في كل ما تقوله، ينبغي عليك أن تكون متيقظًا لما تقوله في كل حال و في كل حين. فالإنسان يتأثر بنفسهِ، ويتأثر به. يتأثر في كيف يُفكر. < جنونٌ تام.

لا تكترثوا و لا تبالوا؛ و في صبحِكم و كل نهاركم فلتسعدُوا.

يومٌ سعيد للجميع. 

أضف تعليق